كانت الساعة قد شارفت الرابعة صباحاً من يوم التاسع والعشرين أبريل من عام 1945م عندما انتهى هتلر من إملاء وصيته:" وعلى الرغم من أنني طيلة سني كفاحي كنت أعتقد بعجزي عن تحمل مسؤولية الزواج، فإنني الآن وقبل إنهاء حياتي، قررت أن ابني بالمرأة التي جاءت بعد سنوات طويلة من الصداقة الحقة، طائعة مختارة، إلى هذه المدينة بعد أن تم تطويقها لتشاطرني قضائي وقدري، وستمضي معي إلى العالم الثاني كزوجتي بمحض اختيارها، ويعوض علينا هذا المصير ما خسرناه معاً في سنوات عملي الطويلة في خدمة شعبي، . أما الرسوم الموجودة التي ابتعتها طيلة السنوات الماضية فلم يكن هدفي منها خاصاً بي، بل كنت راغباً في ضمها إلى متحف للصور أقيمه في المدينة التي شهدت مولدي وهي لينز الواقعة على الدانوب. وقد آثرت أن أموت مع زوجتي لنخلص من عار الانقلاب أو الاستسلام، وأن ما نريده هو أن تحرق جثتانا فوراً في نفس المكان الذي أديت فيه القسم الأكبر من أعمالي اليومية طيلة أثني عشر عاماً من الخدمة لشعبي".
وفي اليوم التالي الاثنين الثلاثين من أبريل وعند الساعة الثالثة ظهراً أخذ هتلر بيد زوجته إيفا براونEva Braun إلى جناحهما الخاص حيث قدم لها حبة السم والمسدس بنفس الوقت كي تتم عملية الانتحار مزدوجة، أما هتلر فابتلع كبسولة سم السيانيد التي تزهق روح الإنسان في أقل من دقيقة، ثم أطلق العيار الناري داخل فهمه فهشم جمجمته، أما إيفا براون فكانت ميتتها بدون دماء حيث تجرعت كبسولة السم الزعاف. تم لف الجثتان بعدها بالبطانيات ووضعت في حديقة المستشارية حيث كان يختفي هتلر تحتها في ملجئ محصن للغاية ومزود بكل شيء، ثم دلق على الجثتين الباردتين مائة وثمانون ليتر من البنزين وتم إحراقهما بكل عناية وفق الوصية، أما وزير الدعاية النازي غوبلز فقد عمد مع زوجته أولاً إلى تسميم أولادهم الستة، ثم صعدا إلى الحديقة حيث أمر أحد الجنود بإطلاق الرصاص عليهما في مؤخر الجمجمة، وتم حرق الجثتين بشكل غير كامل، مما أمكن فيما بعد من تبين هوية الجثتين أما هتلر وجثته فلم يعثر لها على أثر إلى درجة أن البعض توهم أنه اختفى وسوف ينظم المقاومة من مكان آخر، بل زعم البعض أنه هرب إلى أمريكا الجنوبية فهو يعيش فيها في مكان سري؟!
الشي الأكيد ليس اختفاء هتلر أو موته من عدمه؛ بل هو نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا واستسلام ألمانيا بعد أسبوع واحد للحلفاء بدون قيد أو شرط في السابع من مايو عام 1945م بعد أن تحولت مدن أوروبا إلى أنقاض.
" وتوقفت المدافع عن الهدير في أوروبا، كما توقفت الطائرات عن إلقاء قنابلها عند منتصف ليلة الثامن- التاسع من مايو من عام 1945 وسيطر صمت غريب وإن كان من النوع المرغوب فيه على القارة الأوروبية لأول مرة من اليوم الأول من شهر سبتمبر من عام 1939، وفي هذه الفترة التي أنقضت والتي امتدت خمس سنوات وثمانية أشهر وسبعة أيام قتل الملايين من الرجال والنساء في أكثر من مائة ميدان وفي أكثر من ألف مدينة تعرضت للقصف الجوي، بالإضافة إلى ملايين أخرى قتلهم الألمان في غرف الغاز أو عند خنادق العمل الجماعي، وغدا القسم الأكبر من مدن أوروبا العريقة حطاماً، ومع مجيء الطقس الدافئ انبعثت الروائح الكريهة من الجثث التي لم تجد من يدفنها والتي لا عد لها ولا حساب".
هذه الحرب المروعة والتي يجب أن لا تنسى ، ويجب أن تدرس لأبنائنا وأحفادنا، لأن البشر الذين قتلوا في ساحاتها كانوا مثلنا، ولكن حظهم السيء كان في ولادتهم بين هذه الأعوام 1915-1945 وفي الساحة الأوروبية على وجه الخصوص، وهناك ما يبرر للأوروبيين أن يحتفلوا على إنتهاء هذه الحرب التي مثلت ذروة العنف الإنساني في كل تاريخه المكتوب والمعروف، ففي مدة ستة سنوات كانت الحصيلة مقتل ما يزيد عن خمسين مليونا من البشر، وأكثر من 80 ثمانين مليون جريح ومعاق ومفقود خسر فيها الروس لوحدهم أكثر من عشرين مليون إنسان، وخسر الألمان ما يزيد عن ستة ملايين من البشر، وأصبح أكثر من مليون طفل ألماني يتيماً، وهاجر وهجر ما يزيد عن عشرة ملايين من الألمان من مناطق خارج ألمانيا والتي كانوا يشكلون فيها غالبية سكانية مثل السوديت في تشيكوسلافاكيا وبروسيا في بولندا فمات منهم في الطريق ما لا يعلمه إلا الله ودفع العالم 1384000 مليون دولار ثمناً لنفقات الحرب، ناهيك عن مبلغ 260000 مليون دولار قيمة ما دمرته الحرب التي امتدت آثارها إلى 59 دولة طرفاً فيها، واظلمت مدن أوربا على مدار السنوات الست فلم تعرف سراجاً أو مصباحاً كهربائياً في الليل وتحولت مصانع أوروبا لإنتاج السلاح وحشر الملايين في معسكرات السخرة، ومات مئات الألوف في ساحات القتال، وانتزعت أرواح عشرت الآلاف في معسكرات الاعتقال بالموت البطيء وفي ظروف في غاية المهانة. إنها أفظع من قصة عاد وثمود فما أبقى.
ويبقى القتال الضاري في البرد وعواصف الثلج فصلاً مأساوياً قائماً بذاته " الرياح الثلجية الآتية من الشرق كانت تصفع الوجوه التي أكلتها والتهمتها اللحى الطويلة وآلاف من البللورات الصغيرة كانت تمزق هذه الوجوه وكأنها شفرات موسى، الوجوه التي لم يكن قد بقي منها غير الجلد والعظم، وبقدر ما كان الإنهاك مستولياً على الرجال فقد كان الجوع مستولياً عليهم بالقدر نفسه، هذه الرياح الثلجية كانت تدبغ جلود الرجال وتنتزع دموعاً من عيونهم الغارقة وهي أشبه ما تكون بالكهوف، كما كانت هذه الرياح تخترق ثياب الجنود المهلهلة حتى تبلغ العظم، وعندما يفقد واحد من هؤلاء الرجال كل قدرة له على الحركة بل عندما يفقد الخوف من الموت كل معنى له في نفسه، لا يلبث جسده الخاوي أن يتساقط و يتجمد تجمداً تاماً، تماماً كالآلة التي تتوقف بعد أن تستهلك آخر قطرة من وقودها، ويمتد كفن من الثلج ليغطي هذا الشيء المتجمد باستثناء طرف الحذاء أو ذراع تجمدت وهي مرتفعة قليلاً، وكأن هذا المشهد شاهد على أن في هذا المكان رجلاً متمدداً جثة هامدة" (3).
وهذا التصوير البليغ لمعارك الجبهة الروسية بلغت ذروتها في معركة ستالينغراد التي استغرقت قرابة الألف يوم ومات فيها ما يزيد عن المليون من البشر، وعندما حوصرت مجموعات الجيش السادس الألماني بقيادة (فون باولوس) ومعها فرقتان رومانيتان، مع الهجوم الروسي المعاكس الذي شنه مليون ونصف المليون من الجنود، وقع في الكماشة في جيب لا يزيد عن 40كم بعرض 20كم عشرون فرقة ألمانية من خيرة فرق الجيش الألماني، ولم يبق في النهاية من أصل (360) ألف جندي ألماني سوى تسعين ألفاً يجرون أقدامهم المتجمدة في الثلوج إلى الأسر، لتأكلهم البراغيث اللعينة بأمراض التيفوس في مستنقعات سيبريا، ولا يعود منهم في النهاية من بقيتهم الباقية سوى خمسة آلاف جندي تكتحل عيونهم بمرأى الوطن الأم مرة أخرى بعد أن شاخوا قبل المشيخ يتجرعون غصص الذكريات المرة...
لعل العظة الكبرى و المأساة بنفس الوقت من قصة الحرب العالمية الثانية هي في علاقة العالم بالسياسي، فالسياسيون الذين كانوا يخططون لمصير الشعوب الأوروبية في ذلك الوقت اقترفوا من الأخطاء ما فجر حربين كونيتين في مدى ثلاثين عاماً، وكانت أدمغة العلماء في قسم من نشاطها تخدم وبواسطة التكنولوجيا رغبات السياسين وكانت ذروة هذه العملية التي ختمت الحرب العالمية الثانية هو التوصل إلى السلاح النووي. ولعل هذا التناقض بين العالم والسياسي لم يحل تماماً حتى الآن، فالسياسيون في أوروبا احتفلوا في الوقت الذي اشتعلت فيه حرب البوسنة، وكذلك اقيمت الاحتفالات في موسكو في ظل حرب الشيشان في القوقاز، فهل استفاد الجنس البشري حقاً من عظة التاريخ؟!
لعل في قصة العالم الفيزيائي "فيرنر هايزنبرغ" عندما تجمعت سحب الحرب في سماء ألمانيا النازية عشية الحرب مغزى كبير لرؤية التاريخ والأحداث عند العلماء، فهو يروي لنا في كتابه "الجزء والكل –محاورات في مضمار الفيزياء الذرية"(4) عن رؤيته لحتمية الحرب القادمة "إذا كان لا بد على سفينة من السفن في إعصار مدمر فإنه يتحتم غلق فتحات السفينة وشد حبالها وتثبيت الأجزاء المتحركة فيها وذلك لمواجهة هذا الدمار بأكبر درجة من الأمن يمكن الوصول إليها، إنطلاقاً من هذه الفلسفة قمت بالبحث في ربيع عام 1939 عن بيت ريفي لأسرتي في المرتفعات الجبلية بحيث يمكن أن تلجأ إليه زوجتي وأولادي عندما تنهدم المدن"؟!(5). ثم يكشف لنا اللثام عن محاورة عجيبة جرت بينه وبين العالم الإيطالي (انريكو فرمي) الذي دشن اختراع أول مفاعل نووي عام 1942 فيما بعد وكان العالم الإيطالي فيرمي قد فر من إيطاليا من الاضطهاد الفاشي، وكانت المقابلة والمحاورة بين الرجلين في صيف عام 1939 أي قبل وقوع الحرب بشهر أو أقل، ومن الملفت للنظر أن العالم الألماني (فيرنر هايزنبرغ) الذي كان يعلم بالقدوم والوشيك لعاصفة الحرب من خلال تحليل عقلي علمي بارد، كان يصر بنفس القوة على العودة لألمانيا لبناءها في مرحلة ما بعد الحرب، حيث كان هايزنبرغ في زيارة لأمريكا في ذلك الوقت عشية الحرب كي يزور أصدقاءه العلماء قبل أن لا يتمكن من ذلك. قال هايزنبرغ مجيباً فيرمي الذي سأل "ماذا ترغب بعد في ألمانيا؟ إنك لن تستطيع إيقاف الحرب،... أما هنا فإنك تستطيع أن تبدأ من جديد إن كل البلد قد بنيت من الأوروبيين الهاربين من أوطانهم لأنهم لم يتحملوا ضيق العلاقات هناك، لم يتحملوا الخلافات والصراعات بين الأمم الصغيرة والقهر والتحرير والثورة وكل البؤس الملازم لهذه الظروف، لأنهم يريدون الحياة هنا في بلد آخر واسع متحرر بدون عبء تاريخ الماضي كله...لماذا تريد التغاضي عن هذا الحظ السعيد؟!
كان جواب هايزنبرغ:"إن ما تقوله أحس به جيداً وقد قلته لنفسي أكثر من ألف مرة، كما أن احتمال مجيئي من أوروبا الخانقة إلى السعة هنا ظل يراودني باستمرار منذ زيارتي الأولى قبل عشر سنوات، ربما كان من الواجب علي أن أهاجر في ذلك الحين، ولكنني قررت تكوين دائرة حولي من الشباب الذين يرغبون في المشاركة في الجديد من العلم والذي سيعنون بعد الحرب مع آخرين بوجود علم حسن في ألمانيا. إنني سوف أشعر بالخيانة إذا تخليت عن هؤلاء الشباب الآن"(6).
وعندما وجه إليه فيرمي السؤال "ألا تعتبر أنه من المحتمل أن يكسب هتلر الحرب؟ كان جواب هايزنبرغ:"لا إن الحروب الحديثة تقاد بالتكنولوجيا، ولأن سياسة هتلر قد عزلت ألمانيا عن كل الدول العظمى الأخرى فإن الجهد التكتولوجي على الجانب الألماني أقل بكثير منه على جانب الأعداء المحتملين. إن هذا الموقف واضح لدرجة أنني أحياناً أميل إلى الأمل أن هتلر-خلال معرفته للحقيقة- سوف يمتنع عن المخاطرة في دخول الحرب، ولكن ذلك كله الآن يعتبر حلماً محضاً، وذلك لأن رد فعل هتلر ليس عقلياً ولعله سوف لا يريد ببساطة رؤية الواقع"(7). وتبلغ دهشة (فيرمي) أقصاها في هذه المحاورة من إصرار (هايزنبرغ) على العودة إلى ألمانيا مع قناعته بوقوع الحرب الوشيك وأن هتلر سوف يخوض الحرب باللاعقلانية، فمتى كانت الحرب عقلانية؟
يقول فيرمي سائلاً :"وبالرغم من هذا فإنك ترغب في العودة إلى ألمانيا؟" ويجيب هايزنبرغ :" لقد ولد كل منا في بيئة محددة وله حيز لغوي وفكري محدد، وإذا لم يحل نفسه مبكراً من هذه البيئة فسوف يترعرع كأحسن ما يكون في هذا الحيز وانه سيمكنه التأثير فيه كأحسن ما يكون. إنه لمن المعروف من تجارب التاريخ أن كل بلد سوف تجتاحها مبكراً أو مؤخراً الثورة والحرب وبالطبع فإنه ليس من النصيحة المتريثة الهجرة في كل مرة قبل وقوع أي منهما، أن الجميع لا يستطيعون بالقطع الهجرة وعلى الناس إذن أن يتعلموا منع وقوع الكارثة بقدر الإمكان وليس الهرب منها ببساطة، ربما يكون المطلوب بالعكس هو أن يتحمل كل إنسان عبء الكوارث في بلده، لأن ذلك يعتبر حثاً له على إتخاذ الإجراءات اللازمة قبل ذلك لمنع وقوع الكارثة"(8)...
عندما سقطت ألمانيا انطلق الأمريكان كالمحمومين يبحثون عن غنائم الحرب ليس في السبائك الذهبية بل المادة الرمادية كناية عن الأدمغة الإنسانية وتقدم الكولونيل باش يبحث عن فريسته المتمثلة في الفيزيائي النووي فيرنر هايزنبرغ. كان الأمريكيون يريدون معرفة أمرين على وجه الدقة الأول:إلى أين وصل الألمان في أبحاثهم في صدد القنبلة الذرية والثاني: تقنية الصواريخ التي استعملها الألمان في نهاية الحرب العالمية الثانية ممثلة في صواريخ ف1 وف2 (v1,v2) لأنه بامتلاك الرأس النووي المحمول على صاروخ موجه يمكن لمالكه إن يتحول إلى قوة عظمى، فالقوة لم عد مرتبطة بالمساحة وعدد السكان. يقول هايزنبرغ عندما تقدم إليه الكولونيل باش ليلقي عليه القبض كان شعوره :"كسباح استمر في العوم حتى الموت ثم رأى للمرة الأولى أثراً للأرض اليابسة" وتوجه بالسؤال إلى أحد الحراس الأمريكين :"عما إذا كانت بحريتنا القابعة بين الجبال تعجبه" فكانت إجابته :"إن هذه تعتبر أجمل بقاع الأرض التي عرفها حتى الآن".(9)
كانت الورطة التي وقع فيها السياسيون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أشد من قصة القرد والنجار الذي انحبس ذنبه في الشق. جاء في كتاب كليلة ودمنة أن قرداً أبصر بالنجار وهو ينشر لوح الخشب ويضع اسفيناً في الشق، فلما انصرف النجار لبعض حاجته قام القرد ليقلد النجار وهو لا يعلم أسرار المهنة فانزلق ذيله في الشق فلما رفع الوتد انحبس ذيله في الشق فكاد أن يغمى عليه من شدة الألم، فأدركه النجار وهو يصرخ فبدأ بضربه فكان ما ناله من النجار أشد من انحباس ذنبه في الشق.
لقد رأى السياسيون العلماء وهو يبنون السلاح النووي فأرادوا المزيد ولكنهم انحشروا في النهاية بورطة مرعبة كيف يتخلصون منها، ولم يروا جدوى إلا أن يسحبوا ذيلهم من هذا الشق العلمي وهكذا أصبحوا تلاميذ نجيبين للعلماء فبدأوا في دخول مدرسة العلم والأخلاق والقيم يتعلمون منها اللغة الجديدة.
أما عندنا فما زالت المسرحيات المسلسلات تمطرنا بثقافة الفتوحات وضرب السيف وقرع التروس وهمهمة الخيل، فنحن غائبون عن روح العصر وأين وصلت طلائعه.
الهوامش والمراجع:
1. تاريخ ألمانيا الهتلرية -خيري حماد- تأليف وليام شيرر –الجزء الرابع- ص 350- دار الكتاب العربي.
2. المصدر السابق –الجزء الرابع- ص370.
3. الحرب العالمية الثانية –رمضان لاوند- دار العلم للملايين- ص270.
4. الجزء والكل محاورات في مضمار الفيزياء الذرية –تأليف فيرنر هايزنبرغ- ترجمة محمد أسعد عبدالرؤوف يراجع فصل: تصرف الأفراد أثناء الكارثة السياسية- ص 201 حتى ص217.
5. نفس المصدر السابق ص 205.
6. نفس المصدر السابق ص 206.
7. نفس المصدر السابق ص 207.
8. نفس المصدر السابق ص 208.
9. نفس المصدر السابق ص 233.