حقائق أولية عن الصراع بين العلم والدين والفلسفة

  ...........  بقلم خالص جلبي   ...........

 

ـ لم يواجه الإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر تحديا مثل الوقت الحاضر، المتدينون منحسرون ورجال الفلسفة يضحكون وأهل المخابر العلمية إذا مروا بهم يتغامزون.

ـ نشأت آلهة شتى من العلم والفلسفة في الوقت الذي انزوى الدين في جحر الإيديولوجية. وانحشر البابا في كيلومترات قليلة في الفاتيكان. ومهمة شيخ الأزهر لعن الثورات ودعم الحكام العسكريين.

ـ لم يعاني العالم منذ زمن الأنبياء حتى اليوم مايعانيه من الجفاف الروحي وعبادة آمون العجل الذهبي.

إنها قصة جحا قيمة الإنسان من ذهبه. فمن ملأ جحره بالذهب رفع علما يناسب المقدار وقد يكذب!

ـ في الوقت الذي يتحول الدين إلى علم يصبح عالميا فلا يختلف الناس حولهما. كما في حبة الإسبرين وأشعة رونتجن وجراحات الكولون وخياطة الجروح بالبرولين.

هل يختلف جراح صيني عن صربي في فتح البطن الجراحي، أم هل يتوانى الطبيب الألماني عن السعودي في استخدام الطنين المغناطيسي (MRI) والتصوير الطبقي المحوري (CT-Scan)

ـ مهمة هذا الكتاب محاولة صياغة معادلة تشبه معادلة آينشتاين بين الطاقة والمادة أنهما وجهان لحقيقة واحدة، أو أن المادة طاقة مكثفة، أو أن أحدهما يقود تلقائيا للآخر. كذلك نريد من هذه الدراسة تحويل الدين إلى علم والعلم إلى دين. وطبيعة المهمة كما نرى أن نجعل من باحث الذرة السجود لرب العالمين بخشوع، ومكتشفات الكود الوراثي في نواة الخلية بثلاث مليارات من الأحماض النووية أن يسبح العظيم الغفار.

ـ هدف الإديان واحد هو الاهتداء إلى المطلق ومعنى الكون والوجود ونظامه، ولعلها خطوط تماس حول دائرة واحدة مليئة بالألغاز والقدسية والمعنى. وبذا يتوقف الصراع عند هذه الحافة ونردد مع القرآن أن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والبوذيين والزرادشتيين والكنوفوشوسيين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

ـ الدين يحرر الإنسان من أعظم شعورين ساحقين بالتوقف في الزمن وتعضل الحركة. الحزن شد للماضي. والخوف توقف عن اقتحام المستقبل، وبالتحرر من هذين الشعورين تتحرر النفس بطلاقة وتسبح عبر الزمن الممتد بدون سلاسل.

هذا ماقالته الآية وكرره الأنجيل أنه يرفع عنه إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. ويكررها المسيح إن نيري خفيف.

ـ الدين بوصلة أخلاقية لايمكن للفرد أن يعيش بدونها، والمؤسسة الدينية ماكينة رعب اخترعها رجال الدين باسماء شتى من محاكم التفتيش والسنهدرين والأزهر لتأييد الطغيان، وهو ماجمعت بينهما الآية القرانية عن لعن الجبت والطاغوت: الطاغوت هو الطاغية وعسكره، والجبت هو رجل الدين بطربوش وعمامة ولفة وشروال وجلابية وقلنسوة وقفطان ومبخرة. يرسلون الجنود إلى المقابر ويملأون الجيوب بالدراهم.

ـ حين حطم المسيح عليه السلام موائد الصيارفة وأعشاش بيت الحمام في معبد القدس صرخ فيهم الويل لكم حولت معبد الله إلى ماخور! أيها القادة العميان إنكم كالقبور من خارج مطلي بالبياض ومن الداخل تملؤه النجاسات والعظام النخرة.

كذلك حال المؤسسة الدينية من أي دين كانت.

ـ أمراض أهل الكتاب واحدة سواء يعبدون الصليب أو يحجون للكعبة أو يهزون رؤوسهم بجنب حائط المبكى أو يقرعون الصنج ويلبسون الأصفر في لاسا بالتيبت. ولم يكن لله أولاد أحباء من النصارى أو اليهود أو المسلمين أو البوذيين، بل يعذب الجميع بذنوبهم وأخطائهم واقترافاتهم.

كان ذلك في الكتاب مسطورا.

حقوق النشر محفوظة ، خالص جلبي 2024  
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram