نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لمساعدتك على التنقل بكفاءة وأداء وظائف معينة. ستجد معلومات مفصلة حول جميع ملفات تعريف الارتباط ضمن كل فئة موافقة أدناه.
يتم تخزين ملفات تعريف الارتباط المصنفة على أنها "ضرورية" في متصفحك لأنها ضرورية لتمكين الوظائف الأساسية للموقع.
نستخدم أيضًا ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية التي تساعدنا في تحليل كيفية استخدامك لهذا الموقع ، وتخزين تفضيلاتك ، وتوفير المحتوى والإعلانات ذات الصلة بك. لن يتم تخزين ملفات تعريف الارتباط هذه في متصفحك إلا بموافقتك المسبقة....
Necessary cookies are required to enable the basic features of this site, such as providing secure log-in or adjusting your consent preferences. These cookies do not store any personally identifiable data.
Functional cookies help perform certain functionalities like sharing the content of the website on social media platforms, collecting feedback, and other third-party features.
Analytical cookies are used to understand how visitors interact with the website. These cookies help provide information on metrics such as the number of visitors, bounce rate, traffic source, etc.
Performance cookies are used to understand and analyze the key performance indexes of the website which helps in delivering a better user experience for the visitors.
Advertisement cookies are used to provide visitors with customized advertisements based on the pages you visited previously and to analyze the effectiveness of the ad campaigns.
جاء في حديث حذيفة الموجود في الجزء الثاني من التجريد الصريح لأحاديث البخاري في الصفحة 56 حديثا رائعا، في وصف أغرب من الخيال عن تعاقب الخير والشر؟ وهو حديث ذهبي في قمة الصحة، وهذا الحديث هو واحد من مائة حديث كما نرى أحاول جمعها وشرحها وطبعها في كتاب مستقل بعنوان (الأحاديث الحيوية) وسوف أحاول في كل مرة أن آتي بحديث جميل في موضوع لطيف، نبتعد فيه عن اللاهوت وننزل إلى الناسوت في نوع من المطابقة بين الحديث وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ وعلم البيولوجيا والصحة والطب.
وفي هذه الأيام ونحن نسمع بحزن فتن شتى في أكثر من قطر يجعلنا نقف مع هذا الحديث العجيب متأملين مسبحين داعين الله أن لانكون ممن يفتنون؛ فقد جاء في حديث حذيفة أن الناس كانوا يسالون رسول الله ص عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني؟
فقلت يارسول الله لقد كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم؟
قلت فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال : نعم وفيه دخن؟
قلت يارسول الله ومادخنه؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر؟
قلت فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليه قذفوها فيها؟
قلت يارسول الله فصفهم لنا؟ قال هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا!
قلت فما تامرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم!
قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك!!
حديث البخاري عن الأسئلة التي وجهها هرقل لمجموعة أبي سفيان، وبتأمل المناقشة نرى هرقل سياسيا حصيفا يطرح عشرة أسئلة كان أبو سفيان يتمنى ـ كما ورد في الحديث ـ أن يغير فيها فيكذب لولا قومه الذين أمر هرقل بوضعهم في ظهره، وقال إن كذب فكذبوه! جاء في الأسئلة هل كان في نسبه ملوكا؟ من يتبعه؟ هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد إيمان؟ هل عهدتم عليه كذبا؟ هل يغدر؟ وهو كما نرى حديث في السياسة.
وفي مراجعة صحيح البخاري نكتشف كنوزا من التراث، وأنا شخصيا اعتمدت كتابا قويا في الأحاديث حتى اسكبها في مشروعي المسمى الأحاديث الحيوية لربطها بالعصر ودلالتها الحيوية وحاولت في مساجد درست فيها أو خطبت فيها أن أورد جملة من الأحاديث الحيوية بعضها قد يكون ضعيفا ولكنني وضعت فلسفة في فهم الحديث خلاصتها قوته الموضوعية أهم من السند، فقد يكون ثمة حديث قوي السند ولكن فيه من الخلل مايجب التريث في أخذه، من نموذج يقطع الصلاة ثلاث المرأة والحمار والكلب الأسود! وهو حديث صحيح من ناحية السند ولكنه يعرج من ناحية الفهم! وزيادة في التمييز والعنصرية يسأله الصحابي ولماذا كان الكلب الأسود؟ ليأتيه الجواب إنه شيطان، وهكذا أصبح مكان المرأة بين الحمير والكلاب والشياطين.
ومن خلال تعمقي واطلاعي عثرت في باب التهجد في نفس صحيح البخاري حديث عائشة ر حين تخاطب أبو هريرة بقولها ويلك وضعتنا بين الحمير والكلاب؛ وهكذا فعلينا وضع منهج لتقبل الأحاديث أهمها عدم تعارضه مع القرآن كما في حديث قتل المرتد من بدل دينه فاقتلوه وقد وضعت أنا شخصيا مقالة تتصور أن فريقا ذهب إلى اليابان من أجل نشر الإسلام والنتيجة المؤسفة (الخايبة) التي خرجوا بها، حين عجزوا عن وضع حرية الرأي الموجودة في القرآن مقابل أحاديث مشبوهة من هذا النوع؛ لذلك رأيت أن قوة الحديث تأتي من قوته الموضوعية أكثر من السند، وبالمناسبة فإن علماءنا قديما انتهبوا لهذا فقالوا أن الحديث يجب أن يبنى على قاعدتين من الرواية والدراية وهو ما أشرت إليه بكلماتي الجديدة.
بكل أسف علم الحديث رواية تضخم ولكن علم الدراية لم ينمو بل لم يظهر. مما دعا مثل ابن خلدون القديم أن يشير إلى قاعدة سداسية في تقبل الآراء، ويمكن مراجعة مقدمة ابن خلدون في هذا الصدد. حين أشار إلى تورط كثير من أئمة النقل والتفسير إلى عدم الانتباه إلى هذه القواعد الذهبية؛ ذلك أن الإخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني ولا قيس الغائب بالشاهد والذاهب بالحاضر فلا يأمن فيها الإنسان من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق. وفي الحديث الذي بين أيدينا عن مقابلة خطيرة تمت بين أبي سفيان وهرقل نلاحظ الجدل السياسي بين رجلين من الزعامات وأسئلة في غاية الدقة أضعها بين يدي القاريء ولعلي أن أضع لها حلقة في قناتي رحلتي في عالم الطب والفكر. المهم ليقرأها القاريء الآن على هذه النية، وفي حديث آخر عن قتل المرتد سوف أورد مقالتي حول المؤتمر الذي حدث في اليابان (وهو تخيلي) لحل إشكالية خطيرة حول حرية الرأي خروجا ودخولا وهو استعصاء احتارت فيه الحكومات بل حتى القمم الإسلامية، كما حصل مع من قتل فرج فودة في مصر على يد خوارج جدد؛ فكان تعليق الغزالي المشهور المصري على الواقعة وعمل الشباب الطائش إنه افتئات على حق الدولة وكأننا نفهم منه أن من حق الدولة أن تقتله لأنه ارتد؟ وهو خطأ كبير منه على شهرة الرجل الواسعة، وهذا ليس عيبا فيه بل فينا إن لم نخطئه. الآن إلى الحديث ثم مقالتي عن قتل المرتد. طرح هرقل عشرة أسئلة على أبي سفيان ثم قام بتحليلها ويمكن مراجعة كامل الحديث في كتاب الشنقيطي زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم وهو كتاب جدير بالاقتناء وضع مرقما ومشروحا بشكل مبسط.